البابا فرنسيس: ثقافة الاكتفاء الذاتيّ والفردانيّة أحد أسباب نقص السعادة

البابا فرنسيس يجول على متن السيّارة البابويّة بين المؤمنين، في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، في خلال المقابلة العامة الأسبوعيّة يوم 8 مارس/آذار 2023 البابا فرنسيس يجول على متن السيّارة البابويّة بين المؤمنين، في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، في خلال المقابلة العامة الأسبوعيّة يوم 8 مارس/آذار 2023 | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس أنّ ثقافة الاكتفاء الذاتيّ والفردانيّة قد تكون السبب الكامن اليوم وراء عدم سعادتنا، لأنّها لا تسمح لنا بالارتباط بشخص يحبّنا بمجّانيّة.

نشرت دار الصحافة الفاتيكانّية نصّ تعليم الأب الأقدس للمقابلة العامّة الأسبوعيّة، إذ يتابع الحبر الأعظم تعافيه من التهابات في جهازه التنفسّي في دار القديسة مرتا، مقرّ إقامته الفاتيكانيّ، ما منعه لقاء المؤمنين صباح اليوم ضمن المقابلة الأسبوعيّة. ويندرج نصّ اليوم في سلسلة التعاليم المرتبطة بيوبيل 2025 بعنوان: «يسوع المسيح رجاؤنا»، وفيه يتوقّف البابا على لقاء يسوع الرجل الغني (مرقس 10: 17-22).

ما يهمّ من أجل السعادة

شرح فرنسيس أنّ إنجيل مرقس لا يذكر اسم الرجل الغنيّ. فجلّ ما نعرف عنه حفظه الوصايا منذ صباه لكنّه لم يجد معنى للحياة بعد وما زال في حالة بحث. وذكر الأب الأقدس أنّ على الرغم من التضحيات والنجاحات، ما يهمّ حقًّا لبلوغ السعادة هو ما نحمله في قلوبنا.

وشبّه الحبر الأعظم الرجل الغنيّ بسفينة راسية في مرفأ ترغب في الإبحار لكنّها لم ترفع مكابحها ومرساتها. وسلّط فرنسيس الضوء على استخدام الرجل الغني فعلَي «عليّ أن أعمل» و«أرث»، في سؤاله ليسوع: «أيّها المعلّم الصالح، ماذا عليّ أن أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟» (مرقس 10: 17). فشرح الأب الأقدس أنّ هذا الرجل لا يعرف تعابير المجّانيّة، إذ تبدو الأمور مفروضة عليه، لذلك يرغب في الحصول على الحياة الأبديّة من خلال التزامات دقيقة.

محبّة يسوع المجّانيّة

فسّر الحبر الأعظم أنّ يسوع لا يتوقّف على سيرة الرجل الغنيّ الذاتيّة بل «حدّق» به، ما يعني نظر إلى داخله، و«أحبّه» (مرقس 10: 21). وتابع البابا أنّ يسوع يحبّنا حقًّا لأنّه ينظر إلى داخل كلّ واحد منّا. فمع أنّ المسيح يرى هشاشتنا لا يحجب نظره عن رغبته في أن نُحَبّ كما نحن.

وسلّط فرنسيس الضوء على مجّانيّة حُبّ يسوع للرجل، إذ أحبّه قبل أن يدعوه إلى اتّباعه، وليس تبعًا لاستحقاقاته. وأكّد الأب الأقدس أنّ العلاقات التي نتوسّل فيها الحُبّ والعاطفة أو نشتريهما لن تزرع يومًا السعادة في قلوبنا. وزاد أنّ يسوع يقترح على الرجل تغيير طريقة عيشه وارتباطه بالله، ويعترف بالنقص في داخله.

وأشار البابا في ختام التعليم إلى أنّ حزن الرجل علامة عدم قدرته على السير وراء يسوع. وطلب الصلاة لأجل الحزانى والواقعين في حيرة كي يلمسوا نظرة الربّ المُحِبَّة في حياتهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته